يُعدّ نقص الحديد أكثر أنواع نقص التغذية شيوعاً في العالم، وتزداد نسب الإصابة به عند الأطفال والنّساء، خصوصاً الحوامل منهم؛ إذ يُسبّب عند الأطفال تأخّر النّمو بالإضافة إلى اضطرابات في سلوكه، أمّا عند الحوامل فيزيد من فُرص حدوث الولادة المبكّرة وإنجاب مواليد منقوصي الوزن.
يوجد الحديد في كافّة خلايا جسم الإنسان، وله العديد من الوظائف الحيويّة؛ فهو يعمل كناقلٍ للأكسجين من الرّئتين إلى أنسجة الجسم المُختلفة، وذلك على شكل الهيموجلوبين، الذي يُمثّل ما نسبته 80% من الحديد الفعّال في الجسم، وكذلك كمُسهّل لاستخدام وتخزين الأكسجين في العضلات على شكل الميوجلوبين، وبالإضافة إلى تكوينه لوسط ناقل للإلكترونات داخل الخلايا على شكل السايتوكروم، ويُشكّل أيضاً جزءاً أساسيّاً في تفاعلات الإنزيمات في مختلف أنسجة الجسم.
يَمرّ مرضى نقص الحديد بمَراحل متفاوتة؛ فقد لا يُسبّب الشكل البسيط منه أيّ اضطرابات فيسيولوجيّة؛ إذ تكون فيه نسبة الحديد الفعّال طبيعيّة، إنّما يَكون النقص في مَخازن الحديد، أمّا الشكل الأخطر لنقص الحديد يتمثّل بالإصابة بفقر الدّم النّاتج عنه، فيؤدّي ذلك إلى نقصٍ في إنتاج المُركّبات المُحتوية على الحديد كالهيموجلوبين مثلاً، ممّا يُنتج خلايا دم حمراء صغيرة الحجم ومنقوصة الصبغة، وقد يؤثّر ذلك على وظائف العديد من أعضاء الجسم.[١]
أسباب الإصابة بنقص الحديديُعدّ نقص الحديد أكثر أسباب الإصابة بفقر الدم شيوعاً، وله أسباب عديدة كالآتي:[٢][٣]
قد لا يُسبّب النقص الطفيف في الحديد في جسم الإنسان الإصابة بفقر الدم، وحتّى إذا سبّب ذلك قد لا تظهر على المريض أيّة علامات أو أعراض، أمّا إذا كان فقر الدم النّاتج عن نقص الحديد شديداً فقد تُصاحبه العلامات والأعراض الآتية:[٣][٤]
يكون علاج فقر الدم النّاتج عن نقص الحديد باتّباع ثلاث وسائل هي: تناول المُكمّلات الغذائيّة المُحتوية على الحديد، والاهتمام بالحمية الغذائيّة، بالإضافة إلى علاج سبب نقص الحديد، أمّا المُكمّلات الغذائيّة فتُعطى لتعويض النّقص في الحديد، وأشهرها ما يُسمى بكبريتات الحديدوز(سلفات الحديدوز)، وتُعطى عادةً على شكل حبوب تؤخذ مرّتين في اليوم، وقد يصاحبها الشعور بأعراض جانبيّة؛ كآلام البطن، والإسهال أو الإمساك، والشعور بالحرقة، وكذلك تحوّل لون البراز إلى اللون الأسود، فإذا ما عَانى المَريض بشدّة من هذه الأعراض الجانبيّة قد يتحوّل العلِاج إلى إعطاء غلوكونات الحديدوز التي تحتوي على كميّةٍ أقل من الحديد، وقد تحتاج بذلك لوقت أطول لعلاج نقص الحديد، وقد يتمّ اللجوء في بعض الحالات النّادرة كأمراض الكلى المُزمنة إلى إعطاء الحديد على شَكل حقن.
إذا ساهمت الحمية الغذائيّة في تفاقم نقص الحديد يُنصح بتناول الأغذية الغنيّة به؛ كالخضراوات الورقيّة مثل الجرجير، والبقوليّات أو الخبز المُدعّم بالحديد، والأرز البني، والحبوب القطانيّة كالفول والحمص والفاصولياء والعدس، بالإضافة إلى اللحوم البيضاء والحمراء، والأسماك، والبيض، والفواكه المُجفّفة كالمشمش والخوخ، ويُنصح كذلك بتقليل تناول الأطعمة والأدوية التي تقلّل امتصاص الحديد كالشاي والقهوة، ومنتجات الألبان لاحتوائها على الكالسيوم، وكذلك الأدوية المضادّة لحموضة المعدة، ومُثبّطات قنوات البروتون، التي تُستخدم لعلاج القرحة وعسر الهضم.
من الضروريّ علاج السبب الكامن وراء الإصابة بفقر الدّم النّاتج عن نقص الحديد؛ فعلى سبيل المثال إذا كان تناول مضادّات الالتهاب اللّاستيرويديّة هو سبب الإصابة بالنّزيف يجب التوقّف عن تناولها، وكذلك يجب تناول بعض الأدوية؛ كموانع الحمل لعلاج نزيف الحيض الشديد، وكذلك إعطاء المضادّات الحيويّة وبعض الأدوية الأخرى لعلاج قرحة المعدة، بالإضافة إلى الخضوع لعمليّات جراحيّة لاستئصال الأورام الحميدة أو الخبيثة.[٣][٤]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هي علامات نقص الحديد